*
أبو حماس- بلبيس
أنا رجل أعيش في أمريكا وأعمل تاجرًا، وعندما قمت باستخراج إقامة أخبروني أن "الفيزا" انتهت، فطلب مني أحد المحامين أن أعقد على امرأة من أجل استخراج الإقامة؛ علمًا بأن العقد على ورق فقط، فما حكم الشرع في ذلك؟ أفيدوني لأنني في حيرةٍ.
*
** أجاب عن هذا السؤال الدكتور/ إبراهيم علوان- أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة طنطا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد..
فإن شأن الزواج في الإسلام عظيم، حتى إن الله تعالى وصفه في القرآن الكريم بأنه ﴿مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (النساء: من الآية 21)، وقال صلى الله عليه وسلم:"ثلاث جدُّهُنَّ جَدٌّ وهَزْلُهُنَّ جَدٌّ: النكاح، والطلاق، والرجعة"، وعقدٌ هذا شأنه لا يستقيم أن يعقده المسلم على الورق وبشكل صوري كي يتحصَّل المسلم المقيم في الخارج على "الفيزا".
*
وكان الأولى بأخينا المسلم أن يجعل استمساكه بالإسلام رسالةً قويةً لأهل الغرب؛ يدعوهم بها إلى الدخول في ديننا، لا أن يتحايل على قوانينهم ويترك الاستمساك بدينه حتى يعيش بينهم، فيقولون في أنفسهم ويقول الشيطان لهم: "لو كان دينهم صوابًا لتمسَّكوا به"؛ ولذلك فإن هذه الصورة من صور الزواج لا تحلُّ في ميزان الشرع، والمرأة التي عُقِدَ عليها بهذه الصورة تعدُّ زوجةً له، ويلتزم نحوها بكل ما يُلزِم الشرعُ الزوجَ به نحو زوجته، وإن أتت بولدٍ فهو مولودٌ على فراش الزوجية ويُنسَب إليه، إلا إذا نفاه باللعان، والحديث "الولد للفراش"، وهل يستقيم من مسلمٍ أن يعقد على امرأة وهي تساير رجلاً آخر وتخادنه ثم يقول: هذا العقد الذي كتبناه هو على الورق فقط؟!
*
والإقامة في بلاد الغرب ليست أفضل من الفردوس الأعلى التي وعد الله تعالى بها عباده المؤمنين؛ إن هم ثبتوا على دينهم وتمسكوا به حتى يختم الله تعالى لهم بالإيمان والإسلام.
*
فتمسَّك يا أخانا بدينك، وإذا كانت إقامتك في أمريكا ستكون على حساب دينك فلا تتردَّد في ترك هذه البلاد والعودة إلى ديار المسلمين؛ فحياةٌ فيها ضيقٌ وضنكٌ تعقبُها الجنة التي وُعِد المتقون أفضل ملايين المرات من حياةٍ مملوءةٍ بالرغد والترف يعقُبها سخط من الله تعالى وغضب.
*
عصمني الله تعالى وإياكم بدينه، ونفعني وإياكم بالقرآن العظيم، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه، والله المستعان وعليه التكلان، وهو أعلى وأعلم